إنها من تبحث في عقول الأطفال بل في قلوبهم , إحساسهم , مكوناتهم , كل هذا من أجل أن يحبها الطفل حيث أنها من تخدمهم وتعلمهم وهي تخدمهم , إنها بالنسبة للطفل القلب الذي يخاف عليه ولا يخاف منه , إنها من تجعل الطفل البائس سعيد لهذا هناك إهتمام بالعلاقة الأخلاقية هذه العلاقة الأساسية بين الطفل والمعلم .

 

من إحترامك للطفل ستنشأ العلاقة , العلاقة التي ترتبط بالصحة النفسية للطفل والتي تطوره إنفعاليا ليتطور عقليا , إنها الصحة النفسية والجسمية لتحدث التنمية العقلية والإنفعالية , إنه المعلم الذي يجب عليه أن يجعل البيئة هي التي تسيطر على الطفل وليس الطفل الذي يسيطر على البيئة التي تدفعه للتعلم والإحساس والنمو العقلي , إنها الملاحظة والخبرة الذاتية التي يقوم بها المعلم في ترك الطفل حرا ستعلم وفق إحتياجاته ونموه الزمني المختلف وليس وفق الكبير وقرار الكبير , تقول له المعلمة " هيا نعمل " وليس " هيا نلعب " كل هذا يجعله يحترم الحياة والبيئة ويجعله يتعلم الجدية في حياته ويدرب نفسه على العمل لتنمو الإنسانية وينمو الطفل معها , ينمو وفقا لإحتياجاته الداخلية ويعمل في حب ويقظة ونشاط تلاحظه المعلمة لتدون الملاحظة إنها الأخت الكبرى وليست الأم البديلة .

 

لماذا ليست هي الأم البيدلة ولما لا تكون هي الأم ؟

حتى لا يهرب الطفل بمشاكله ومخاوفه إليها بل وإنتصاراته , إنها التي توفر الأمان له إستجابة لإحتياجاته , الإحترام الذي يقوده للخصوصية , نحن المعلمون حول الطفل موجودون من أجل حياة يتدرب فيها الطفل على عملية التعلم , موجودون من أجل أن يتقدم وتنمو الإنسانية فهو رجل الغد ومستقبل الوطن لنقدم ونجهز البيئة الضرورية للطفل , ليست المعلمة هي التي تفرض ِأوامرها على الطفل ليقول لها الطفل " أنا لست وعاء تصب فيه المعلومات " " أنا لست متلقي الأوامر " إنها الحياة التي تفرض على الطفل ما يحلو له تحفزه من أجل الطاعة الكل يعمل بهدف واحد ولكنه مختلف متنوع كل له طريقته وفقا لحالته الجسمية والمزاجية كل له أحلامه وإهتماماته وتركيزه حتى يفعل الهدف ليتعلم أن هناك هدف وهناك طريقة لتحقيق هذا الهدف , كلنا نعمل معا وبشكل غير مباشر ليرضى الطفل وتهدِأ النفس , ما أروعك داروين! وأفكارك الداروينية!

 

كيف تأثرت منتسوري بداروين ؟

تأثرت بداروين من أجل التكيف والنمو وإستجابة البيئة ما أجملك منتسوري! ما أجملك داروين! في فكرة النمو والتكيف إستجابة للبيئة التي تثير الإنتباه والتي تدعم المعلم , إن المعلم وخبرته هي التي تدعم وظيفته المادة الخام هي البيئة فالبيئة هي التي تدعم خبرة المعلم لهذا لا تعطي الطفل المحتوى والعقل بل تعطيه وظيفة هذا المحتوى , إنها جهود الطفل التي تجعله يتعلم ويتحرر وليست المعلمة .

 

إن قوة الحياة الطبيعية هي التي تجعل الطفل يتجدد , الحياه من حوله فيها قوة الروح , إنها قوة الطفل التي هي أساس قوة الجسد وكيف تكون الإنسانية بلا روح وكيف يحيا الإنسان , إنها حياة الإنسان الداخلية التي توجه نموه وذكائه وشخصيته , إنها قوة الجسد التي جاءت من الإيجابية , إن قوة الروح هي القوة الكامنة , روح الإنسان ليقوى الجسد , الطفل يعيش في البيئة ويخرج للطبيعة ينظر إليها يسحب الأوكسوجين من البيئة المحيطة به , إنها القوة الخارجية التي حوله , إنه النمو الروحي الذي يبدأ من البيئة , التغذية التي يحتاجها لنموه ليقوى الجسد وتقوى الروح ويصبح هناك طاقة كامنة , إنها الوجود للإنسان وهو جزء من هذا الوجود فعليه أن يبحث عن ذاته قبل أن يبحث عن هذا الوجود لأنه هدف , إن هدف الحياه هو السعادة الذاتية والتي ينتج عنها السلام النفسي والمعرفة لهذا نجد هناك علاقة بين المنتسوري ورياضة اليوجا والتي تهدف إلى دراسة النفس , رعاية الروح , رعاية الجسم , عبادة الله وحده , الصلاة وسلوك الصلاة , التدريب الجسمي وتحسين الصحة الجسدية والعصبية والعمل على راحة الجسم والعقل , الإسترخاء وراحة العقل التي ينتج عنها التركيز والهدوء النفسي , الإرادة والتحكم والقوة الكامنة وضبط النفس الأمارة بالسوء , يليها نظافة الجسم وطهارته الخارجية مما ينتج عنه روح نقية داخل جسم نظيف , إن أطفالنا هم العقل الكلي للوجود الذي يحيط بعقول البشر حتى لا يخرج عن النسيج الواحد , كلنا واحد , كلنا بشر خلقنا من طين الأرض , الطين المملوء بالمعادن والماء والهواء والتراب , خلقنا الله في نمو مستمر كما خلق النبات لينمو في نمو مستمر , عندما نرقى بالإنسان نحن نرقى بالإنسانية , عندما نغير العقول يحدث الوعي ويحدث النضج ويبدأ الإنسان في البحث عن ذاته .

 

إن البحث عن الذات في اليوجا والمنتسوري فعندما نجلس الجلسة الصحيحة عمودنا الفقري مستقيم , أجسادنا في ثبات دون حركة نجد النفس المنضبطة , هذه يوجا (برانا ياما) والتي تعني ضبط النفس , شهيق وزفير , سحب الحواس (براتيا هارا) ثم التركيز وضبط العقل في فكرة واحدة ثم التأمل ليحدث الإدراك , هذه الأسس تقودنا إلى إدراك الحقيقة حتى لا يكون هناك عقل حائر وفكر مضلل لنجد كل أجهزة الجسم كلها سالبة بإستسناء الجهاز العصبي والدماغ فهما موجبتان .

 

عندما تتجه الروح إلى الله تجدها في 7 مراكز تبدأ من أسفل العمود الفقري وتنتهي إلى قمة الرأس فيكون التركيز من أسفل إلى أعلى وعندما يتم تنشيط هذه الامراكز الروحية فإنها تسمو إلى أعلى عن طريق 7 مراكز أخرى فوق قمة الرأس وتبدأ من :

 

  1. قمة الرأس

  2. أسفل العمود الفقري

  3. أسفل السرة

  4. القلب

  5. قاعدة الحنجرة

  6. منتصف الجبهة

  7. أعلى الرأس

ــــــــ

نادية علي أحمد

رئيس مجلس الأمناء

المدير التنفيذي

مدير تنمية الموارد البشرية

http://anasalwogoud.org/

 

ساحة النقاش

مؤسسة أنس الوجود التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم

anasalwogoud
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,025,713