رابط المقال على موقع المصري اليوم
ردا على ما نشرته المصري اليوم في مقال بعنوان " نريد مناهج تعليمية جديدة " وأن المناهج التعليمية هي مهمة خطر من أن تترك لموظفي التربية والتعليم أو حتى لخبراء التربية فهو أمر ينبغي أن تشارك فيه قوى المجتمع ورموزه وأن كاتب المقال الأستاذ جمال أبو الحسن يرسل رسالة مفتوحة للجميع للمشاركة في هذا الحوار حول تشكيل وعي ابنائنا تأكيدا لأرائكم ولو أني أختلف في أشياء سأوضحها ولكني أرى أن الطفل ينمو وينشأ في البيئة والمجتمع وأنه يتشكل وتتشكل معه البيئة فأهمية الوعي المجتمعي ببرامج تربية الطفل نقطة هامة جدا فنحن في هذا العصر فقدنا الكثير من القيم والمبادئ والوفاء والإخلاص ومعاني الإيثار والتضحية من أجل الأخرين .
كيف ينشأ الطفل وهو قد تعلم معنى إعلاء المصلحة الجماعية على مصلحته الشخصية ؟ كيف يعرف معنى قيمة العمل ومعنى الجهد والتعب بل والعرق من أجل الوصول إلى غايته دون الصعود على أكتناف الأخرين , كيف يفتخر بوطن وتاريخ ؟ أين الإعتزاز والإنتماء للأسرة ثم الوطن ؟ الكل تائه والوقت يضيع وتسرق منا حياتنا , أخاف أن يسرق منا الوطن وقد حلمت بعد الثورة أن نعود لأخلاقنا وقيمنا ومبادئنا التي تحدثت عنها في مقالك عند مشاهدة المسلسلات الدرامية حيث يقول المقال إن الدراما هي طريقة ربما تكون جامدة لكنها كانت تؤثر بالفعل في تكوين وجدان الإنسان وإن الدراما التربوية في العملية التعليمية يجب أن تستغل في بث الولاء والقيم , هذا يفيد ولكنه ليس بالإيجابية التي يجب أن يعيشها كل من يريد أن يتعلم فليس بالتلقين أو الإستماع فقط ومشاهدة المسلسلات سيحدث البناء الإنساني فالبناء الإنساني يبدأ في المراحل الأولى من عمر الطفل في حركة منتظمة يتعلم فيها الطفل النظام يتعلم فيها العمل في حرية تسمح له بممارسة حقه دون التعدي على الأخرين فهو في قاعات المنتسوري هذا البرنامج الذي يتبع في المدارس الأوروبية فهو أغلى برامج التعليم في العالم قد قمنا بتطويره في مصر ليناسب الثقافة والهوية المصرية فهو يربي الطفل في بيئة تعلمه منذ الصغر إحترام نفسه والأخرين بحرية منضبطة والإستقلالية والتعبير عن رأيه في إحترام دون الإساءة إلى الغير والخبرات التي يعيشها الطفل فترة تواجده في قاعات المنتسوري تبني فيه النشاط والهمة واليقظة والديمقراطية التي يحاول الجميع بثها في المصريين والعرب وكأنها الدواء الذي سوف يشربه وفي خلال أيام سيشفى الداء .
إن ما يراه الطفل في المسلسلات ويسمعه يحتاج تعايش مع الحدث ومن خلال برامج تعليمية تعلي فيها القيم الإنسانية في الفترات الأولى من عمر الطفل والتي هي فترات حساسة وأن يحب ما يعمل ويعمل ما يحب دون فرض قيود أو تسلط من الكبير على الصغير في أن يستمع له بالقوة كيف سيتعلم وقد فرضت عليه القوة والأوامر التي جعلته كالحجر الأصم كيف يجلس فترات طويلة يستمع للمعلم أو يشاهد تليفزيون وهناك جريمة ترتكب في حقه فهو يجلس ساكن في إهمال لعضلات جسمه التي تجعل الطفل ينمو عضليا ولا ينمو عقليا , نريده أن يتحرك ليخرج ما بداخله من إبداعات في كل طفل لديه قدرات وإمكانيات لن تخرج وهو يجلس أمام التيلفزيون أو الكمبيوتر بل الحركة هي الدورة المتممة للفكر ولن يكون هناك فكر ووعي إلا في تحركات منضبطة وإيقاع هادئ وبيئة مدرسية ينشأ فيها الطفل يبني نفسه يبني مجتمعه يبني الوطن في سواعد قوية وهمة وعزيمة عاشها من الصغر في بدئ العمل وإكتماله في قاعات إعمال العقل في خطوات متزنة مرتبة تنظم فكر الطفل هذا هو البرنامج التعليمي من خلال العمل في قاعات المنتسوري , هذه هي التربية الوقائية وليست التربية العلاجية فأنا لن أنتظر أمراض المجتمع في الكسل والتهاون والإهمال وعدم الإيجابية والسلبية التي تسيطر على العقول ثم أعود وأبحث عن العلاج من أمراض المجتمع التي سببها التعليم والنظام الفاسد في التربية فالمنتسوري هي الحياة وطفل المنتسوري طفل محب للحياة ومحب للعمل ولديه رغبة في التعلم والبناء .
ـــــــــــــــ
للمزيد يمكنك زيارة الروابط التالية
ماريا منتسوري : فيلسوفة التربية
منتسوري وسلبيات الجلوس أمام التليفيزيون والكمبيوتر
كلمة مؤتمر TOBE الدولي
ورشة عمل في جمعية البسمة بالمنوفية
ـــــــــ
نادية علي أحمد
رئيس مجلس الأمناء
المدير التنفيذي
مدير تنمية الموارد البشرية
ساحة النقاش