هذه المقالات إستكمال لهذا المقال

تطوير المنتسوري بالسيكودراما

 

كانت عاشقة الأطفال منتسوري تحب الأطفال وتحترمهم وكانت كطبيبة مهمتها الأساسية العناية بأحوالهم الروحية والجسمية وأنهم لديهم قدرات كبيرة على التعلم أكثر مما يعتقد أي شخص , عندما قررت منتسوري أن تستقيل من الجامعة , كان هذا بسبب حبها للطفل وكان ذلك  تضحية كبيرة منها لكونها أول طبيبة تخرجت من جامعة روما لتفكر وتساهم في البحث عن طرق محببة للطفل وبساطة في الفهم ومحببة في القراءة , كانت عواطفها جياشة وأفكارها وخبراتها رائعة ثرية في إكتشاف الطفل , مما لا شك فيها أن كل هذا الحب جعلها شديدة التحفظ والخوف على الأطفال لدرجة جعلتها تهمل الجانب الخيالي من كثرة خوفها على الطفل أن لا يقلد ما يراه في القصص فربما تكون عنف وإثارة تجعله يقلد ما يراه .

 

في بداية القرن التاسع عشر , كانوا يعتبرون الحكايات الخيالية شيء سيء لأنه يشوش عقول الأطفال ويبعدهم عن الطبيعة وهناك قديما كانت ناقدة إسمها تريمر وكانت تكتب خلفية الحكاية التي تملأها الخرافات مثل الساحرة الشريرة والجنية , كانت تقول إنها مخلوقات حقيقية وكانت تحكي أن هناك بعض من الأسر المتوسطين كانوا يتركون الأطفال مع الخادمة أو المربية الغير متعلمة الغير مثقفة التي كانت تحكي للأطفال حكايات شعبية التي هي ليست خيالية وكانت تبديها لهم أنها قصص واقعية .

 

 

كان لمنتسوري رأي أن الكبار الراشدين عندما يسمعون حكاية فيها الخيال كانوا يسمعوها بشيء في التحفظ والشك وكانت هذه الحكايات الخيالية تعد من مزايا , أما الأطفال الصغار ليس لديهم في الإمكان التحفظ وكانت منتسوري العالمة التربوية الإيطالية كانت تنتقد إسلوب فروبيل في التعليم حيث كان يعتمد فروبيل في منهجه على الخيال والحكايات كجزء لا يتجزأ من منهجه للأطفال , كانت منتسوري ترى أن الحكايات تحكى للأطفال في سن السابعة وهو يستطيع في هذا السن أن يفصل الحقيقة عن الواقع , أما في السن الصغير في العام الرابع كانت تشكل مشكلة لهم وكانت حجة منتسوري في هذا السن أنهم يفتقرون للتجربة الكافية التي تمكنهم من فصل الحقيقة عن الخيال وأن هذه الحكايات خطر عليهم وأن سماعهم لها يؤدي إلى الإرتباك وممكن أن يصابوا بالإضطراب فذا الوقت المبكر من العمر , إن سماع قصص في هذا العمر سواء كانت خيالية أو غيرها هي مخيفة بالنسبة للطفل .

 

كانت منتسوري تقلد الأطفال  بشكل ربما يكون أحمق فقديما كانت هناك شخصيات تجسد طائر يطير وكان في مصر فرافيرو العجيب ونتذكر جيدا أن هناك طفل مصري قد قلد فرافيرو في محاولة للطيران مثله من فوق المرتفعات العالية ومات الطفل في محاولة لتقليد ما يراه , ربما  كانت منتسوري لديها بعض الحق في الخوف على الطفل , أرادت أن تنجو به من الكوارث التي يكون سببها التقليد وأرادت أن تجعلها أكثر تعزيزا في حكايات أكثر إيجابية وأيضا كان لها هجوم على الأسر التي تدفع أولادها إلى الإعتقاد في الحكايات الخيالية ومن أمثلة ذلك بابانويل الذي جسدته أسشاطير أوروبية كانت منتسوري تعترض على شخصية بابانويل الوهمية وكانت تقول أن هناك لا يوجد توازن فهذا له تأثيرات إجتماعية وإقتصالدية فهو بالنسبة للأطفال له أهمية وقوة وترى منتسوري أن نؤجل الحكايات الخيالية حتى يتجاوز الطفل هذه الفترة المبكرة في الطفولة وحتى يحدث التناسق والمنطق وأن تنعم ذاكرة البألأطفال التي تراها منتسوري في هذه الفترة المبكرة ذاكرة عشوائية ويشعرون بالضياع عندما يسمعون هذه الحكايات الخيالية والأطفال الأكبر سنا يتطلب ليدهم جهد وتركيز وتميل أكثر في إحتياجها إلى شيء من التوازن في الحجم وصعوبة الخيال الذي يقدم للطفل في كل مراحل عمره وبين نوع وأخر من الأدب يركز على الزمان والمكان وهذه الحالة في التوازن إنتهت وأهملت ثم طواها النسيان فهو يحتاج التوازن بين الحجم وصعوبة الخيال الذي قدم للطفل على مر الزمان والمكان .

 

 


نحن في أنس الوجود نرى أننا إذا حرمنا الأطفال من الخيال سيخلقون خيال لنفسهم خاص بهم , تجد الطفل يحكي حكاية وهمية ينسجها من الخيال كأن يحكي أن السجادة تسبح في البحر أو تطير , كان الطفل يجمح بخياله في أدب غير واقعي ونجد الشاعر الروسي تشوكوفسكي يدافع عن الحكايات الخيالية والتقليدية وكان المسئولين يهاجموه في روسيا ويقولون له حكاياتك لا تفيد وليس لها معنى , من الأفضل أن تحدثنا عن الديزل ومحركات الديزيل والراديو وكان تشكوفسكي له رأي للأطفال وهو أن الأطفال تحب اللعب والطبيعة فمثلا لو ألأعطيته قطعة من الطين فإنه سيشكلها وكأنها فطيرة ولكنه لا يأكلها لأنه يعلم أنها مصنوعة من الطين هم أعقل من أن يأكلوها ولا ننكر أن الأطفال أن الأطفال يخلطون أحيانا ما بين الخيال الصريح والحقيقة الأدبية لهذا لا يجب أن يخرجوا من الخيال في أدبهم ويحكى أن هناك أم كانت تحمي طفلها من عالم الخيال من القصص والتأثيرات الضارة ولكنها وجدته في حديث وهمي مع نفسه لهذا يحكي توشكوفسكي أن الأطفال يمكن أن يحدثوا أنفسهم في حديث وهمي إذ لم نتدخل نحن الكبار بالخيال معهم , هناك قول أن القصص الخيالية تسلم بوجود أحلام يقظة , إن هذه العالمة التربوية التي حاولت أن تحكي ابنها من الأدب الغير واقعي وجدته يجلس على المائدة أثناء تناول الطعام وجدته يحكي مع صديق وهمي عن حكاية نمر صغير قد تحول إلى طير مما أثار سخط الأم .

ـــــــ

نادية علي أحمد

رئيس مجلس الأمناء

المدير التنفيذي

مدير تنمية الموارد البشرية

ساحة النقاش

مؤسسة أنس الوجود التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم

anasalwogoud
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,151,967