تقول منتسورى : "إذا كان قانون القوة الوحشية هو الذى إنتصر فى الماضى فلابد أن ينتصر اليوم قانون الحياة" ، قانون الحياة هذا الطموح البالغ التعقيد يمكن إختزاله فى جملة واحدة معبرة "التربية" .
عندما تمثل الحياة الإنسان ، فهو يمثل كل الإنسانية بكل كينونتها وعن طريق نموه النفسى نبدأ طريق الحضارة ولا أمل فى التقدم ولا التحضر دون الاهتمام بالإنسانية وإننا لا نريد أن نصبح حبة رملة فى الصحراء العاصفة ، نعيش فى فوضى وعشوائية .
كيف تتحسن أوضاع الإنسانية وكيف يحدث البناء للعالم دون الطريق الصحيح للتربية والأساس والنمو ، إن الفوضى هى التشويه الداخلى للنفس ، السلوك الفردى ينبع من التربية ، ولنحيا وسط العالم لابد أن نحمى أطفالنا إن المساعدة الاولى لحياة الأطفال هى المساعدة للإنسانية من أجل البناء للشخصية والكرامة الإنسانية لأنه لا سلام دون كرامة ، وإذا كانت منتسورى تتحدث عن الإهانة ورفضها للإهانة فقد حدثنا القران الكريم في قوله تعالى : " ولا تهينوا انفسكم " وقد رفض الاسلام الاهانة وأوصى البشرية على الاحترام .
إن الحياة الإجتماعية أساس البشرية والبناء النفسي للبشرية في قوله تعالى " أن خلقناكم شعوب وقبائل لتعارفوا أن اكرمك عند الله اتقاكم " وإذا كان البشرية قد خلقها الله وخلق لهم الفرص للتعرف والإنفتاح على العالم فهذا الأساس الذى يقوم عليه المجتمع إن إعداد جيلنا عرب ومصريين لا يمكن أن يحدث قبل تنظيم القوى الإنسانية للأمة العربية وأطفالها ، أن النظام الإجتماعى السليم هو أساس التطور المجتمعى والإنفتاح على العالم الخارجى هو التواصل مع العالم .
إن طاقات البشرية إذا أساء إستخدمها تحدث كوارث وإن التعليم هو الأساس والتربية هى الأساس للبشرية والنظم التربوية فى العالم ، وقد خلقنا الله على الأرض كل منا له دور وهكذا تتحدث منتسورى ويتحدث القرأن ، كل مناله تكلفة كلفه الله بها ليرعى الأطفال ويهتم بهم وحتى لا تخرب الإنسانية وتهدر طاقاتها وقوتها الحقيقية فى عدم فهم لحياة الأطفال وللعالم .
وعندما تفهم أطفالنا ستعم السكينة وتهرب أحاسيس الخوف من القلوب ، وهناك أيجابية ودافع فى طريقة منتسورى من أجل توازن اجتماعى وخروج للعالم وتواصل خبرات ، إنهم الوجود الانسانى لعملية البناء والقيمة التى تتجسد فى قدرات وإمكانيات أطفال العالم .
التربية والتعليم هى التى تقود العالم وتعزيز لطاقاته عندما يتعلم ويعرف حقيقة العالم من حولنا سيدرك الأخطار ويتعلم الحوار وسيتعلم طبيعة العالم ولن نجهلها فى لغة يمكن أن نتفاهم بها إن الخطر الذى يكمن بالإنسانية هو جهلهم بحقيقة الامور ، والحل فى تنظيم الحياة حول الطفل والجهد الإنسانى من خلال التربية التى تقود للطريق الصحيح وتعزز فيه الإنسان ، لن ينقذ البشرية إلا قدر من الإستقلالية لأطفالنا والحرية التى تقوم فكرتها فى عدم إحتياجى للغير وتنمية قدراته ولنتعلم أن هناك المشاركة لا المنافسة التعاون من أجل المجتمع من أجل مجتمع حقيقى .
" الحب هو العصا السحرية للتربية وحتى لا يصبح لدينا جيل تربى على الخوف والشدة "
ــــــ
نادية علي أحمد
رئيس مجلس الأمناء
المدير التنفيذي
مدير تنمية الموارد البشرية
ساحة النقاش