قال تعالى " قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَوَتتتتِ وَالأَرْضِ " (يونس 101)
تقوم منتسوري "إذا إستحضرت فكرة الكون للطفل بطريقة صحيحة ستفعل لديه أكثر من مجرد إهتمامه , ستخلق بداخله إعجات ودهشة وسيشعر بالمعاني الرفيعة أكثر منه أي إهتمام وسيغدو أكثر إشباعا ورضا" وإذا تحدثنا عن الوقائع والدلائل لمنتسوري والرجوع للحقيقة في البيئة وعالم الواقع حول الطفل وفكرة الكون ستجد أن القرأن يوصي بعلم اليقين وهو العلم الذي يحصل عليه الإنسان عند مشاهدته للدلائل المختلفة والحقيقة والواقع . كيف أصدق أن هناك نار إلا بعد أن أرى الدخان والمشاهدة بالعين والحس وعلم اليقين الذي هو علم الحق , السمع والبصر وقياس التنظيم , كيف حدثت عين اليقين ؟ وما شاهدناه وعايناه بالبصر هو حق اليقين عندما نتذوق ونسمع ونرى فعندما نتذوق ونعرف الطعم وإذا تأخرنا في غرس البذور يحدث فتور ويمكن أن تغرس عدد من البذور بقدر الإمكان حتى يحدث نمو ثقافي وتطور للطفل وما يحدث للطفل وإرادته هو النشاط الذي لا يجب أن نهمله ونعوقه بجهلنا بحقيقة الأمور .
الطريق للمعرفة هو الغذاء للعقل وللتغذية أهمية لتنمية ذكاء الجائع للمعرفة فالرغبة في الإكتشاف تفتح المجال للمعرفة , كيف أدركت منتسوري العلم اليقين في برنامجها التعليمي للأطفال وتعاليم علم النفس والحياة , كيف أدركت المبادئ الأساسية وحصول الطفل على الحرية ليحصل على إحتياجاته الفكرية والجسمية التي تقوده إلى النضج والنمو من خلال القرأن الكريم .
إن طفل المنتسوري لديه فضول معرفي , كلما كبر هذا الطفل يزداد فضوله المعرفي حتى يبني عقله بواسطة هذا النشاط العقلي ويحدث الإنتباه الذي يحتاجه الطفل , إن فكرة الكون للطفل بطريقة صحيحة ستجعله ويتأمل ويحدث لديه الدهشة , إن التأمل والتفكير في الإسلام و التفكير في خلق السماوات والأرض هو الحقيقة واليقين عندما يشعر الطفل بالمعاني ويستثير إهتمامه ليصبح عقله مسئولا عن حواسه وحواسه التي من خلالها تحدث المعرفة وبعدها لن يعود عقله إلى التعجب بل سيصبح أكثر رسوخا وسيتمكن من العمل ومن المعرفة التي يكتسبها عندما يعمل العقل ويستخدم اليد إلى جانب الذكاء ويظهر نشاطه اليدوي فالعمل باليد لا ينمي العقل فقط لكنه يثقله إن الإسلام دين العمل والنشاط والحيوية , دين التأمل والتفكر والتدبر والوصول للحقائق الثابتة إن القرأن ومنتسوري يسعيا إلى إعداد وتكوين طفل نافع وإنسان صالح للحياة .
إن منتسوري تسعى للحياة كما يسعى الإسلام فهو دين الحياة ودين الإنسانية , دين الوعي والتربية والإصلاح وليحمل الرسول عليه الصلاة والسلام رسالة الفخر والإنسانية الذي يرتضيه الله للبشرية .
أنا لم أصدق أن النحل يأتيني بالعسل إلا عندما أذوق العسل فعندما ذقت ورأيت أثار العسل صدقت أن هناك نحل . إذا أخبرني أحد أن هناك عسل , أستدل على صدقه ووجوده من وجود النحل وصدق المخبر بالمعاينة على وجوده بالعين والبصر والتذوق وأنا أستشهد بحدثي الرسول صلى الله عليه وسلم "ليس المخبر كالمعاين" (رواه أحمد في مسنده) هناك من أخبر أن هناك عسل وهناك من ذاق هذا العسل ووجد طعمه وحلاوته شيء معلوم .
أسرار الكون بين عين اليقين وعلم اليقين ومنتسوري
منتسوري تقول "أن الحواس الخمسة هي الطريق للمعرفة والنافذة للعقل" والعلم اليقين عندما نعلم الطفل أن هناك بطيخة فالبطيخة فاكهة لونها أخضر منها طويل ومنها مستدير , وزنها ثقيل شكلها مستدير وبيضاوي , هذه بطيخة أخضر فاتح وهذه بطيخة أخضر داكن , داخلها لون أحمر يعني بالعين أنها أستوت وبطيخة أخرى لونها أحمر فاتح وهذا يعني أنها لم تستوي بعد , ويوجد أيضا اللب المستوي الأسود والغير مستوي هو الأبيض . دعونا نعلم أطفالنا كيف يتأملون , كيف يتعلمون من البيئة ومن الكون الذي خلقه الله لنا ومن الطبيعة الجميلة , دعونا نستخدم السمع والبصر والإمعان من مظاهر التدبر الذي هو واجب بدوره يقود صاحبه إلى العلم و العلم يقود صاحبه إلى الإيمان .
قال تعالى " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" (الإسراء 36 ) إن هذه الأيات تقودنا لليقين وقد خلق الله كل النجوم التي لا تعد ولا تحصى ليس فقط للتدبر وإنما فقط للتمعن ثم الإيمان والخضوع , إن العقل يتحرك بالتدبر وقدرة الخالق عندما ننظر إلى المجموعة الشمسية والمجرات والقرأن لا يخلو من الحس والتدبر والتمعن في عظمة الكون , إن عقل الطفل أشبه بالحقل الطفل يتهيئ بالإستقبال لا يستنبط من ثقافة وتعليم ولكن إذا أهمل إهملت حواسه وحدث الإحباط لحاجاته من خلال حواسه الحيوية ليصبح العقل بليد غير نشيط , عودة للطبيعة والبيئة لخلق الدهشة والإعجاب داخل قلوب وعقول أطفالنا .
ــــــــــ
نادية علي أحمد
رئيس مجلس الأمناء
المدير التنفيذي
مدير تنمية الموارد البشرية
ساحة النقاش