مراحل اللعب
يطور الطفل لعبه أثناء نموه جسمانيًّا ووجدانيًّا وعقليًّا. فقد وصف عالم النفس السويسري "جان بياجيه" مراحل اللعب سنة 1962 كالآتي:
أولاً: اللعب الحسي حركي Sensor motor Play
في هذا النوع من اللعب يختبر الأطفال أحاسيسهم وحركاتهم. ففي سن 6 أشهر ينمي الأطفال طرقًا بسيطة -وثابتة- لإحداث أشياء ممتعة من خلال التجربة والخطأ. فالطفل يدفع الكرة مرة بعد مرة ليراها تتحرك، وبينما يكبر ويملك مهارات حركية أعلى وأكثر، تنمو الحركات البسيطة السابقة لتصبح أكثر تناسقًا وتعقيدًا. وعند سن 9 أشهر نجده يفهم أن نتيجة دفع الكرة تدحرجها، وعند سن 18 شهرًا يبدأ برؤية العالم في شكل رمزي، ويبدأ في فهم وظائف الأشياء، فهو يُطعم الدب الصغير بالملعقة، أو يقدم له شرابًا "تخيليًّا" في كوب "فارغ"، وهكذا...
الموسم الزاخر للعب
ثانيًا: اللعب الرمزي:
يطلق الباحث النفسي "دوروثى سنجر" في "جامعة يال" الأمريكية على هذه المرحلة "مرحلة الموسم الزاخر للعب". إذ إن هذا اللعب -الرمزي- يبدأ في استبدال شيء بآخر.
فنجد مثلاً الطفل في سن 3 - 4 سنوات يستخدم الوسادة كتلّ يمكنه أن يصعده، وبكرة المناديل كمكبّر صوت ينادي به الأعضاء الأبعد في اللعبة ولو تخيليًّا.
وفي سن 4 - 5 تبدأ أفكار الطفل وخبراته مع الأسرة والحياة الاجتماعية تمده بمواد جيدة وموضوعات وأفكار للعب، مثل: لعبة البيت؛ قيادة السيارة؛ الزيارات الأسرية؛ طهي الطعام. وأغلب اللعب الرمزي يكون مع الأتراب في البيت أو المدرسة، أو حتى مع الكبار.
وفي هذه السن أيضا يستمتع الأطفال باللعب البنائي مثل بناء المكعبات وما شابهها، والتحكم في أجسامهم وحركاتهم، وتحويل اللعب إلى أشياء ومغامرات تخيلية، كأن يتخيل الطفل نفسه في سفينة فضاء، أو طائر، وهكذا...
ويصبح الطفل أكثر استمتاعًا باللعب المنظم المحكوم بالقوانين والقواعد عند سن 5 سنوات، وقد يضم هذا اللعب طرفين أو أكثر مثل: الشطرنج والسلم والثعبان وغيرهما من الألعاب الجسمانية الحركية المحكومة بقواعد (كالعسكر والحرامية).
ادعم لعب طفلك
- تعرف على مراحل نمو طفلك لتقدم له الألعاب المناسبة لسنه. فالطفل في سن عام يحب كثيرًا لعب الاختفاء كأن تخفي عنه شيئًا وتتركه يبحث عنه، إلا أن مثل هذه اللعبة تُعَدّ مملة جدًّا لعمر ثلاث سنوات! في حين أنه قد لا يستمتع بالعرائس بينما يستمتع بها وبتغير الأصوات التي تصدر عنها عند سن 4 سنوات.
- تعرف على اهتماماته وتفضيلاته في اللعب حتى تشبع هذا الاهتمام وحاول استثارة غيره.
- انتبه لتحول أطفالك من اللعب الحسي الحركي إلى اللعب الرمزي ومده بالألعاب التي تساعده على هذا النمو والتطور.
- نوّع في اختيار الألعاب التي تساعد في كل مناحي النمو (الجسمي الحركي - العقلي اللغوي - الاجتماعي الوجداني).
- راعي نمو طفلك في اللعب حتى لا يمل أو يفقد الثقة في قدرته، لا تمده بالكثير من الألعاب مرة واحدة، ولا تمده بلعب أعلى من مستوى نموه.
- يمكنك حجب عدد من الألعاب عن الطفل لفترة زمنية حتى لا يمل ألعابه.
- ألفت انتباهه لطرق أخرى بمشاركته اللعب أحيانًا، وامنحه فرصة ليقود اللعب بنفسه.
- حلّل كل لعبة لمهاراتها الأساسية، ودرّب طفلك على هذه المهارات، مثلاً: لعب البازل تتطلب البحث عن اللون المشابه، النظر للصورة لتبيين أجزائها، تجربة وضع الجزء بجانب الجزء الذي يوافقه معتمدًا على تطابق الفراغ في أحد القطع مع اللسان في القطعة الأخرى...
درّب طفلك على كل مهارة منفردة وحاول إفهامه أن كل لعبة أو نشاط يتطلب عددًا من المهارات والخطوات..
لعب آمِن ومشجع
- حدّد له أماكن آمنة للعب تسمح له بالحرية وتمديد لعبه: بناء المكعبات مع وضع العربات، مع بناء الحديقة...
- خزن لعب الطفل في أماكن يسهل وصوله إليها ويسهل عليه جمعها بعد الانتهاء من اللعب، ويمكنك استخدام صناديق الأحذية أو الصناديق البلاستيكية لهذا الغرض..
- مد الطفل بألعاب وأدوات مشابهة للتي يستخدمها الكبار حوله: مسامير ومطرقة؛ أدوات الطبيب؛ أدوات مطبخ؛ هاتف؛...
- العب مع الطفل خاصة في سنوات الطفولة المبكرة.. انتهز كل دقيقة لك مع طفلك لتلعب معه لعبة بسيطة: أثناء اللبس اطلب منه ذكر الألوان التي بملابسه؛ كم عدد الأزرار؛ أين الناحية اليمنى...
- شجّع طفلك واثنِ على الأفكار التي يتضمنها لعبه، فالثناء الإيجابي من أعظم الهبات التي تمنح أطفالنا نموًّا صحيًّا، وحاول أن تنمي مستوى لعبه من البسيط للأكثر تعقيدًا.
- أشعره بتقديرك واهتمامك بلعبه وأهميته، أسمعه كلمات كتلك: "أحب كثيرًا الطريقة التي تلعب بها"، "هذه الفكرة جيدة، كيف وصلت لها؟" "جميل محاولتك في هذه اللعبة مرة بعد مرة...".
ساحة النقاش