لا للعنف , لا للأوامر , تقول منتسوري : " إتركوا الطفل حرا يستخدم إستقلاله " .
إلى كل البشر المحيطين بالطفل , أنتم من يثير الطفل إلى إبداء العنف في نضاله لإثبات وجوده وكينونته ومحاولته لإشباع إحتياجات نموه النفسي , أنتم من نزعون إحتياجات الطفل في صورة التحرر لتحقيق أغراضكم , صورة تعكس ما بداخلهم وعكس قوانينهم , لهذا يحدث العنف , منتسوري تريد أن تقدم للطفل طرق وسبل الوجود من أجل كينونته في الوجود ونحن في أنس الوجود نتبع منتسوري من أجل أن يختفي الصراع من حول الطفل وتبقى الحياة بداخله بالطبيعة التي حباه الله بها , إنها الميول الطبيعية التي خلقنا الله بها التي تجعل الطفل يتناسق حركيا فهو من يريد أن يلمس كل شيء حوله كميوله الطبيعية لكن الكبار حوله يمنعوه , إتركوا الطفل يلمس وينمو نمو طبيعي , إن الصحة النفسية ترتبط بالجهاز العصبي لمرحلة الطفولة التي ينمو فيها العقل سريعا وحياة الطفل الداخلية وبداية نموه العقلي تتحكم فيها قوانين خاصة ضرورية لا يمكن أن ننساها أو نتجاهلها لطفل صحيح نفسيا , من أجل الصحة الإنسانية والغذاء الداخلي للطفل أكثر عمقا , غذاء الحياة الإنسانية الداخلية , غذاء الروح , إشباع حاجات الطفل ورغباته , إن سر السعادة للطفل في إكتمال العمل , إن المعاناه الحقيقية إفتقاد الطفل لمعنى السعادة حينما يفتقد الطفل لمعنى العمل في طريقة العمل والحرية التي يصنعها من حول الطفل , إنها شرور الإنسانية , عندما لا تحترم الطفل وتضع أمامه المعوقات ويسبب ذلك العنف والتنافر .
وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث رواه الترمزي "لا تنزع الرحمة إلا من شقي" وفي حديث أخر رواه التبراني عن الرسول صلى الله عليه وسلم "لن تؤمنوا حتى ترحموا قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة" وكما يقول الرسول الرحمة تتجاوز الحيوان والإنسان والبيئة وأكدت منتسوري على رعاية البيئة والإهتمام بالإنسان والحيوان أيضا , فهناك إمرأة قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام "أن الجنة فتحت أبوابها لبغي سقا الكلب فغفر الله له وأن النار فتحت أبوابها لأمرأة حبست قطة حتى ماتت لهي أطعمتها ولهي تركتها تأكل من حشاش الأرض" ونحكي قصة القاهرة الفسطاط عندما فتح مصر عمرة ابن العاص وكان عمرو ابن العاص قد نزلت حمامة أعلى الخيمة وعندما أراد عمرو أن يرحل راها وتركها على الخيمة ورفض أن يهيجها فتركها وتكاثر العمران من حولها , والفسطاط معناها الخيمة ولهذا سميت مدينة الفسطاط .
فتوصي منتسوري التي هي رقيقة القلب , لديها حساسية الضمير , لديها إرهاف الشعور , تعطف على الأخرين , تتألم لهم , تمسح دموعهم , منتسوري مصدر خير وسلام للأطفال وللبشر وتوصي بالرحمة على الصغير .
وهاكذا قال أبو بكر رضي الله عنه عندما كان أسامة ابن زيد يقود الجيش وعندما ودعه أبو بكر أوصاه لا تقتلوا أمراة ولا شيخ ولا طفل ولا تعقروا نخلة ولا تقطعوا شجرة مثمرة وستجدون رجال فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما أفرغوا أنفسهم له .
ــــــــــ
نادية علي أحمد
رئيس مجلس الأمناء
المدير التنفيذي
مدير تنمية الموارد البشرية
ساحة النقاش