كتب ريمون فرنسيس في جريدة اليوم السابع أن التوريث والمحسوبية والتضليل والتعتيم وتزييف في قطاع الأخبار هو نظام مبارك ومنهج يسير عليه قطاع أخبار مصر وأن إختبارات المذيعات تحسم لأقارب أحد القيادات وكأن مبارك مازال حاكما .
وأنا أقول له يا أستاذ ريمون أن التوريث ثقافة عربية مصرية نشأنا وعشنا فيها ونحن صغار فأنا بنت العمدة وهذه تجربة للتوريث فقد خرجنا للحياة ونحن صغار لنرى ما يحدث حولنا من الكبار فهم يربون الأطفال على أفكار التوريث فالتوريث للعمودية هو الأصل وقد وجدنا كل الأسر ذات تاريخ في العمودية تتحدث عن الشرف وكأن العمودية لو خرجت من العائلة سيخرج معها الشرف إذ أن التوريث كالدماء يجري في العروق فهو في دمائهم وثقافتهم فوجدنا الضابط يريد أن يصبح ولده ضابط مثله وكذلك المهندس يريد ولده مهندس مثله ويسري الحال على القضاء والأطباء وأساتذة الجامعة الذين يجورون على حق الطلاب الأخرين المتفوقون الذين هم ليسوا ابناء أساتذة جامعات .
الكل يريد أن يورث ابنائه مهنته , ألم ننظر حولنا وننظر لأنفسنا , لقد نظرت لنفسي وجدت أن ابي حضرة العمدة قد ورث العمودية عن أجداده اب عن جد , الكل يريد أن يورث ابنائه : التاجر في المتجر والبائع في السوق حتى المنجد فقد رأيته في برنامج "واحد من الناس" حلقة الأسبوع الماضي هذا المنجد الذي هو في نهائي كلية التجارة الذي قد ترك كلية التجارة وفضل أن يعمل منجد حتى يحافظ على مهنة والده وأجداده , أليس هذا توريث ؟
إنها ثقافة وجذور عربية مصرية قد سمعت جدتي تتحدث عن العبيد الذين كانوا يخدمون العائلة ومازالوا حتى الأن يعيشون حول المنزل الكبير وكنت أرى صور كثيرة لجدي وجدتي وأولادهم وهم واقفون والعبيد يجلسون بجوار أقدامهم على الأرض , هم الآن ليسوا عبيد لقد تحرروا ونحن نريد أن نتحرر كما تحرر العبيد في الماضي نريد أن نحرر أفكارنا من فلول النظام ونحرر التوريث بدل من أن ننسبه إلى الفلول نحرر أرضنا من أمراض الفوضى التي تتفشى والفساد الذي يعم والذي نسنده إلى مبارك والفلول والتوريث والفساد الإداري الذي يتفشى في كل الوزارات , لقد عشنا عمرنا كله نسمع عن أمراض المجتمع والفساد الذي مازلنا ننسبه لمبارك نعم أن عهده كان فيه الفساد الأكبر ولكنه ليس هو من وضع النظام فتشوا وإبحثوا عن واضع هذا النظام ولا تعلقوا شماعة الفشل على مبارك وحده , نعم مبارك حلم مثله مثل أي اب أن يورث ابنه فلماذا لم نعاقب أساتذة الجامعة الذين يورثون ابنائهم وهناك كثير من الطلاب هم أحق بهاذا المكان لكنهم ليسوا أولاد أساتذة , الكثيرون في كل المهن يورثون أولادهم ولم يعاقبهم أحد لا تلوموا إلا أنفسكم عندما نربي وندلل يفسد الطفل بعد أن يكبر ويشب ونحاول أن نوقف التدليل الذي عشنا فيه سنوات من الذي دلل هذا الابن حتى فسد لا تجعلوا من مبارك الشماعة التي تعلقون عليها كل الفساد وكل الفوضى , الفوضى التي في بعض الأجهزة الإدارية , في الشوارع وفي ميدان التحرير .
تجربة العمودية تجربة لمستها في أسرتي وعشنا في الماضي والحاضر حركة توريث العمودية فهي حركة اب عن جد , كيف أصبح ابي عمدة ؟ أصبح عمدة من خلال التوريث , ملف التوريث مازال مستمر ولم يتوقف إلا عندما نعرف السبب الحقيقي ونحاسب أنفسنا ونعدل من ثقافتنا المصرية العربية في تربية ابنائنا , اتركوا الطفل حر يستخدم استقلاله يعيش بإرادته وليست إرادة الكبير التي هي تتحكم في إرادة الصغير بل تحرمه من إرادته , أتريدون ديموقراطية وكيف لا تعلمونها للأطفال في المدارس في نظام يتعلم فيه الصغير في المدرسة بالقوة والإستعباد وهو يرى المعلم كالقائد في القطار يملأ القطار بالقوة فهم كالأمبوبة في القطارالممتلئة داخل الفصل والتي كادت أن تنفجر إجعلوا ثورتكم على التعليم بدل من السير في الشوارع , علموا الأطفال الديمقراطية وإحترام الحرية والاستقلالية التي تعني أن كل شخص مستقل لا يحتاج إلى معونة الغير وكل شخص غير مستقل هو الذي يحتاج معونة الغير , علينا العمل وعدم الإعتماد على الغير .
ــــــــــ
لمزيد من المعلومات عن : يمكنك زيارة هذه المقالة
أنا لست روح سجينة
ــــــ
نادية علي أحمد
رئيس مجلس الأمناء
المدير التنفيذي
مدير تنمية الموارد البشرية
ساحة النقاش