كتب المستشار رأفت عبد الرشيد نائب رئيس مجلس الدولة مقال في صحيفة المصري اليوم بعنوان " الفساد الإداري والبحث عن المجهول " في تاريخ 14 / 7 / 2011 , وما أعجبني في مقاله أن الفساد الإداري نشأ نتيجة عدم القدرة على إبداء الرأي والإرهاب الفكري الذي تدار به مكاتب القيادات والإدارات والمحافظين وسياسة التكتم الشديد على منافذ صنع القرارات المهمة واللوائح التي تحدد طبيعة العلاقة مع المواطنين والشركات ورجال الأعمال وغياب الشفافية إلخ ...
وأنا أقول له سيادة المستشار رأفت مقال هذا عن الفساد أنا أكثر ما يشعر به فقد عشت فيه سنوات لكني كنت أستشعر وجود الله معي وكنت أقف وأواجه كل من يفسد أمامي وكانت تجربتي في العمل مع المعاقين تجربة شديدة الحساسية فهم أكثر الناس يحتاجون من يعمل معهم أن يكون أمينا صادقا مع نفسه وأن لا يكون فاسد فالمعاقين ذهنيا لا يستطيعون التعبير عن رأيهم أو يحكي ما يحدث حوله إذا عاملهم من حولهم معاملة فيها إهانة وعدم إحترام وقسوة فمن يعملون معهم هم لسان حالهم .
تجربتي في الفساد ليست فقط سرقة المال ولكن سرقة وقت هؤلاء الأطفال فكل دقيقة تمر عليهم من عمرهم فيها عمل يعجل متحسنهم وتحسين قدراتهم , أنا لم أدافع عن حرم رئيس الجمهورية السابق والتي راعت المعاقين والتي كان عصرها أفضل عصر في رعاية المعاقين فربما هذا المقال سيضطرني أن أحكي تجربتي بإختصار فهي أول من ساندت عندما علمت أن هناك فساد في عمل يوما ما أنا كنت من مؤسسيه وأأكد أن الفساد ليس فقط سرقة المال ولكن سرقة الجهد وسرقة الوقت وسرقة الحق وساندتني السيدة الفاضلة سوزان مبارك عندما عرفت أن هناك فساد وعندما عرفت أنني لا أخاف في الحق لومة لائم وقد كانت تبحث عن أمثالي وأصبحت عضو المجلس القومي للمرأة وأصبحت عضو المجلس المحلي وقد كانت تفرح بشجاعتي وقدرتي على مواجهة كل من يفسد , كانت تؤازرني وتشجعني في صورة تدفعني للأمام ولكن الفساد كان أكبر مني ومنها وكنت أرى أن هناك خطة تسير في عمل للقضاء على الفساد هذه الخطة كانت في صورة إحلال وتجديد ولكن كالعادة كان البطء في التنفيذ فالفساد كان يزداد سرعة وينمو أكثر مما يتخيل أحد وعدما وضعت كأمين للإعلام بالحزب الوطني في بادئ الأمر كان أعضاء الحزب الوطني يبدون سعداء وحين إستشعروا أنني لست منهم وأن كل شيء يجب أن أعرفه وأكتبه عنهم فأنا رئيس الإعلام بالمجلس المحلي وأمين الإعلام بالحزب فقد أقسمت ان أؤدي عملي بأمانة فكانت تعليماتي أن أقف للحق محاولة تحقيق العدالة الإجتماعية وبدأت المهاجمة والإفتراء وكانت منظومة كبيرة ضد الحق تسير مع الباطل .
لقد نقلت رؤيتي وكانت الأمور تسير لأمام والنية كانت خير ولكن ليس كل من يسيرون في هذه المظاهرات ويشاركون في الثورة المجيدة شرفاء فأنا أعلم جيدا أن هناك كان إحلال وتبديل فهناك كثير من الفاسدين يسيرون ولا أحد يعلم أنهم من من طردوا من أجل فسادهم ولكن الآن الأرض أصبحت خصبة لهم ولا أحد يعرف حقيقتهم ولكن الظاهر أمامهم أنهم أنهم رفضوا أن يصبحوا من أعضاء الحزب الوطني , كانت علاقتي تنحصر في عضويتي للمجلس القومي للمرأة بعد أن زادت المعاملة السيئة في المجلس المحلي وفي الحزب الوطني وقدمت لها استقالتي في تسجيل صوتي أحكي فيه عما يحدث من عنف تجاهي وتجاه مؤسستي التي ترعى المعاقين وكن المجلس القومي للمرأة هو الشيء الذي إحتفظت به وقد كان إيجابي جدا لهذا استمريت فيه أؤدي خدماتي للمرأة والطفل ولكم التجارب بديرب نجم بالشرقية وبعض الأقاليم التي زرتها .
هذه الأعمال الإيجابية لم يتحدث عنها أحد ولكن فقط مهاجمة في كل شيء والإساءة إلى كل شيء وإسناد الفساد إليها والتوريث إليها , لو كانت تشجع الحزب الوطني أو تشجع التوريث ما كانت إحتفظت بي للعمل مع المرأة في المجلس القومي للمرأة , فقد إحترمتني ولو كنت رأيتها لا تحاول ما كنت استمريت , كل ما أعيبه عليها وكل ما ألومه كان البطء في التنفيذ الذي هو سبب ما نحن فيه الآن فالفساد منذ الثمانينيات ولا أسند الفساد لمبارك فقط لكن أسنده لشعب مصر الذي سكت عنه كل مواطن , إمرأة أو رجل حتى الصغار الذين سلبت إرادتهم من الأسرة والمجتمع فلا أحمد يقوى على التعبير عن رأيته , فكلكم راعي وكلس راعي مسئول عن رعيته , ولكن هذه الرعية التي قد ساهمت بقدر كبير في ترك الفساد فسكتوا أكثر من ستين عام فهي تراكمات , هذه مسئولية الجميع راعي ورعية وقيادات ووزراء ومحافظين كلنا مسئولين عن هذا الفساد , سيدات ورجال وشباب وبنات وأولاد , أؤكد مرة أخرى أن البطء في التنفيذ ورؤيتي عن الفساد أنه قد تغلغل وأن القضاء عليه , لم تستطيع هي نفسها أن تقضي عليه ولم يستطيع أن يقضي عليه أي بشر إلا عندما نتكتل جميعا تتوحد كلمتنا فلنجعل قضيتنا العمل والتمسك بالأمل ولنعلم أولادنا أن يقولوا الحق وأن نحترم إرادتهم ولنقول الحق ولا نخاف في الحق لومة لائم
التسجيل الصوتي الموجه للسيدة سوزان مبارك
عرض لبعض أنشطة المجلس القومي للمرأة يتضمن مشرعات في أقاليم مصر
ندوة عن سياسات الدعم أقيمت بمؤسسة أنس الوجود بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة
ــــــــــــــــ
نادية علي أحمد
رئيس مجلس الأمناء
المدير التنفيذي
مدير تنمية الموارد البشرية
ساحة النقاش